كل مصور في النار

لسبب كثرة الإنتقادات التي وردت حول هذا الموضوع قررت أن اضع بعض الصور الإضافية التي تظهر تعلق من يحرمون التصوير بالتصوير ، وأتمنى أن يقرأ محتوى المقال بشكل جيد فما قلته قلته بالدليل و بالصور  و أتمنى أن يكون النقد مبني على أساس علمي 

لا يخفي على أحد أهمية التصوير من مختلف النواحي الفنية الجمالية ،الاقتصادية التجارية ، الصناعية والعلمية ، الإعلامية ، العسكرية ، فقد شكل التصوير أحد الأعمدة الفقرية في صلب الحياة اليومية فلم يعد أحد يستطيع تجاهل أهمية التصوير في الحياة اليومية ، وأعتقد أن العرب أحد أكثر الأمم تخلفا في هذا الميدان واقلهم تقدير للمصور وأهميته في الحياة اليومية، واقلهم استهلاك لمنتجات التصوير الفوتوغرافي

يا ترى ما السبب الرئيس في هذه المسألة:

لا زال غالبية العرب غارقين في بحر الفتاوى المضادة للتصوير أو تلك التي تقف في الوسط ما بين التحريم و التحليل بطريقة تضع الإنسان في حيص بيص ،  وكثيرا ما كنت أسمع وصف المصورين أخوان الشياطين أو كل مصور في النار  .

لقد تفاوتت فتاوى تحريم التصوير و الاشتغال به بطريقة عجيبة غريبة وحين السؤال عن الحلال والحرام في الموضوع نرى أن الشيخ يتجنب إعطاء جواب صريح وواضح فهو يحلل ويحرم ويضع شروطا للتحليل وينسخها فيما بعد سطرين في نفس الفتوى ، وفي المثال التالي عن فتوى من موقع إسلام ويب خير دليل على هذا التناقض

” وأما التصوير التذكاري وما أشبه ذلك مما لا تدعو له الضرورة كتصوير الطالب زملاءه وتصوير المسافر بعض أفراد عائلته فقد اختلف المعاصرون في إباحته وتحريمه. فذهب لتحريمه الشيخ محمد بن إبراهيم واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز، والشيخ الألباني وتابعهم كثير من المحققين. ومن الحجج الدالة على صحة هذا القول أن التصوير الفوتوغرافي  تشمله أدلة التحريم العامة وأنه يخشى من الغلو من المصورين الذين هو أصل الشرك وأن فيه التشبه بأفعال المشركين وإضاعة المال ومنع دخول الملائكة، وخالف كثير من العلماء فرأوا إباحته وأنه لا يلحق بالتصوير المحرم، منهم سيد سابق والشيخ نجيب المطيعي والشعراوي، ونحن نرى أن القول بالمنع له حظ كبير من النظر وهو أورع وأحوطللمسلم فعليك أن تتوب( لاحظ هذه الجملة التي تشعر المصور بالذنب مما اقترفت يداه عليك أن تتوب )مما سبق وإذا عجزت عن وسيلة لمحو الصور فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن اترك النظر إليها، وقد بسطنا الكلام على المسألة وبينا الأدلة في عدة فتاوى سابقة فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 10888، 96614، 9487، 94727، 9755، 80470.”

مثال أخر من موقع طريق الإسلام كجواب عن :

ما حكم التصوير الفوتوغرافي للإنسان في الحفلات ؟

المسألة محل خلاف بين العلماء ولكن عموميات الشرع تدل على التحريم كقولة صلى الله عليه وسلم : كل مصور في النار .  وقوله عليه الصلاة والسلام : من صور صورة ُكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ. وصور النساء على وجه الخصوص أشد تحريماً لما تؤدي إليه من الفتنة وإذهاب لمعنى الحجاب الشرعي.

طبعا في موقف رجال الدين المتردد من التحليل القطعي أو التحريم القطعي ما يتسبب في قلقلة الوضع النفسي للشخص الذي يريد أن يهوى أو يحترف التصوير وهنا يظهر الأثر السلبي الذي يقوم به رجال الدين في محاربة التصوير الفوتوغرافي وفنونه .

وعلى الرغم من سيل الفتاوى المضادة للتصوير إلا أن أكثر من وقع في حبائل سحر التصوير هم هؤلاء جماعة التحريم فهم استطاعوا أن يستغلوا الكاميرا إلى أبعد الحدود من خلال نشر صورهم الشخصية والتي يحرمونها (تنتشر صور المشايخ على شبكات الإنترنت بطريقة عجيبة ) ومن خلال تسيدهم للخدمات المقدمة في نشر الفيديو عبر الإنترنت مثل اليوتوب ومن خلال مقاطع الفيديو يحرمون ويحللون ومن بين ما يحرمون التصوير الفوتوغرافي في تناقض غريب بين ما يحللونه بشكل فعلي ويستخدمونه ألا وهو التصوير بكل تطبيقاته وبنفس الوقت يستغلون كافة هذه التطبيقات لنشر تلك الفتاوى.

ففي محرك البحث غوغل وفي البحث عن صورة الشيخ أبو إسحاق الحويني وهو واحد من أكثر الشيوخ الذين حرموا التصوير الفوتوغرافي وكل تطبيقاته وتعليق الصور نجد أن محرك البحث يعطينا النتيجة التالية : About 15,900 results صورة فقط لمولانا الحويني بالطبع فمحرك البحث ليس دقيقا تماما فهنالك صور أخرى متداخلة تحت هذا العنوان ولكن في المحصلة على الأقل 70 % من الصور لسعادة الشيخ ومنها صور له في منزله من أطفاله. 

دعاية شخصية واضحة

أما الشيخ محمد حسان وهو الأخر من الشيوخ الذين يحرمون ويحللون التصوير الفوتوغرافي فكانت نتيجة محرك البحث في البحث عن صورهAbout 56,900 results صورة وجر على ذلك وهنا فيديو يظهر فتوى الشيخ حسان بتحريم التصوير الفوتوغرافي إلا للضرورة وهو لا يرى ضرورة لذلك والله أعلم.

هنا فتوى الشيخ محمد حسان

وهنا فتوى في تحريم تعليق الصور

صورة عائلية للشيخ أبو إسحاق الحويني

الأمثلة لا تحصى ، وهذا ليس بالمستغرب  ، ولكن المستغرب هو موقف المشاهد العربي الذي يندمج في مثل هذه الفتاوى ولا يقف منها موقف المحلل المنطقي ، بل تراه يفقد المنطق ولا يستطيع  توجيه أي نقد لهذا الاستهبال الذي يمارسه مشايخ القنوات الفضائية لا بل يستنكر أي نقد بناء يوجه نحو الاستهبال الذي يمارسه هؤلاء المشايخ.

بالطبع أحد نتائج هذا الاستهبال الرئيسة تتجلى في فقدان الإنسان العربي الرغبة الحقيقة في الاتجاه نحو التصوير الفوتوغرافي وذلك بسبب سيل الفتاوى وأنظمة التعليم التي يسيطر عليها أتباع الشيوخ سابقا ولاحقا .

أتمنى أن نصحو يوما على موقف واضح وموحد من المؤسسة الدينية  وكافة أتباعها ترحب به هذه المؤسسة بالفن الإنساني الجميل ألا وهو التصوير الفوتوغرافي وتتوقف هذه المؤسسة عن موقفها المتذبذب بهذا الشأن .

أذكر ذات مرة انني كنت التقط الصور والفيديو في أحد المناسبات وكان هنالك أحد الشيوخ ممن يحرمون التصوير والذي رفض و بشدة ومنعني من أن التقط له اي صورة أو فيديو حتى عن بعد .

هل التقطت هذه الصورة للشيخ الحويني بالصدفة

من يحرمون تعليق الصور والتصوير يقفون أمام صور ضخمة لهم

صورة شخصية جدا للحويني و مولود جديد ، من يذكر من بأن التصوير محرم

جلسة خاصة و المصور يلتقط براحته

لماذا حرمت الصور ، أليس لنفس هذا السبب الذي يرفع فيه هؤلاء هذه الصورة

صورة غلاف قرص مدمج وعليه صور الشيوخ ، لم اشاهد سابقا قرص مدمج عليه صورة المؤلف فيما عدا أقراص المطربين و المغنين الفسقه لاحظوا التعديلات على صورة وجه الشيخ وجدي غنيم فالصورة مجملة ومعالجة بالفوتوشوب

عمر البحرة

يجب ذكر المرجع وعنوان الموقع عند اقتباس أو نقل كامل أو جزء من هذا الموضوع مع جزيل الشكر .